
أحرزت مريم الشحي، الأخصائية في الطب الرياضي والعلاج الطبيعي، جائزة الباحث الشاب في المجال الرياضي، وذلك في ختام النسخة الثانية من مؤتمر الطب الرياضي الذي أقيم في مدينة دبي. ويعود الفضل في هذا التكريم إلى بحثها المتميز الذي حمل عنوان "عدم التماثل في الأطراف السفلية وأداء تغيّر الاتجاه"، والذي لقي إشادة واسعة من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر.
قدمت الشحي رؤى تحليلية حول مؤشرات القوة الانفجارية لدى الرياضيات في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، مما يساهم في تطوير الأداء الحركي وتحسين برامج التأهيل والوقاية من الإصابات. يُظهر هذا العمل البحثي قيمة تطبيقية قوية تعزز من فعالية البرامج السريرية المتبعة في هذا المجال.
شهد المؤتمر الذي استمر على مدى يومين مشاركة أكثر من 600 متخصص من 25 دولة، حيث تضمن 10 جلسات رئيسة و5 ورش عمل متخصصة. حيث حضر نخبة من الأطباء والخبراء الذين قدموا 66 ورقة بحثية تناولت مختلف جوانب الطب الرياضي والتكنولوجيا الحديثة، والطب التجديدي، والرياضة النسائية.
أشار الدكتور عبدالله الرحومي، رئيس الجمعية المنظمة، إلى النجاح اللافت الذي حققه المؤتمر على الصعيدين العلمي والتنظيمي. في نهاية المؤتمر، تمت صياغة ست توصيات رئيسة ستُعمل على تحويلها إلى مبادرات عملية بالتعاون مع المؤسسات الرياضية والطبية المعنية، تمهيدًا للتحضير للنسخة المقبلة من المؤتمر في عام 2026.
أكدت التوصيات على أهمية تطوير تصنيف دقيق لتحديد زمن العودة إلى اللعب ودرجة الإصابة العضلية، داعية إلى توحيد المعايير الدولية في إدارة الإصابات.
أكد المشاركون على ضرورة تعزيز استخدام التحليل البيانات والذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات العلاجية، مما يعجل عملية التعافي وعودة الرياضيين للملاعب.
توصي المبادرات أيضًا بالتوسع في استخدام تقنيات الطب التجديدي، كالعلاج بالأكسجين عالي الضغط، مما يساعد في تخصيص العلاج وتحسين طرقه.
حثت التوصيات على ضرورة استمرارية دعم تطوير الرياضة النسائية وتمكين الرياضيات من العودة السريعة إلى الأداء العالي بعد فترات الانقطاع.
نوه المؤتمر إلى أهمية تبني نهج علمي في تطوير المهارات المتعددة لدى اللاعبين الصغار، مع ضرورة تجنب إجهادهم أو تعرضهم للإصابات بسبب الإفراط في التدريب.
أكدت التوصيات أيضًا على أهمية تعزيز استخدام تقنيات التقاط الحركة وتحديد المحفزات التدريبية المثلى للعضلات والأوتار لضمان العودة الآمنة وتحسين الأداء الرياضي.
تُعد هذه الإنجازات والتوصيات خطوة هامة نحو تعزيز مستوى الطب الرياضي في المنطقة، مما يعكس روح الابتكار والتطوير في هذا المجال. إن استمرار هذه المؤتمرات وتناول المواضيع الحيوية يؤكد على الالتزام بتطوير الرعاية الصحية والنشاط الرياضي للرياضيين، مما سيعود بالفائدة على المجتمعات الرياضية في المستقبل.