
في سبتمبر 2024، تولى المدرب بوكيتينو مسؤولية قيادة منتخب الولايات المتحدة في مهمته المتمثلة في التنافس على كأس العالم التي ستقام بالتعاون مع كندا والمكسيك. يعد هذا التحدي فرصة كبيرة للمنتخب الأمريكي لتقديم أداء قوي على الساحة العالمية.
رغم حماس الجماهير، لم تكن بداية بوكيتينو سهلة، حيث استطاع الفوز في 11 مباراة من أصل 20 مباراة خاضها كمدرب. كما واجه انتقادات جراء الهزائم المتكررة أمام فرق مثل المكسيك وبنما وكندا وتركيا وسويسرا وكوريا الجنوبية، مما أثار قلق المتابعين حول مستقبل الفريق.
ظهر أيضاً تحدي ثقافة كرة القدم في الولايات المتحدة، حيث واجه بوكيتينو صعوبات في تغيير عقلية اللاعبين. وقد أبدى استيائه عند وصوله للمباريات على أرضه ليجد أن المشجعين الزائرين غالباً ما كانوا يتفوقون في العدد على المشجعين المحليين، مما يعكس الحاجة لتحسين دعم الجمهور.
كل هذه التحديات تأتي في وقت يحتاج فيه بوكيتينو للتكيف مع متطلبات العمل كمدرب دولي. حيث أشار إلى اختلاف شدة التحضير، لافتاً إلى أن العلاقة مع اللاعبين تتطلب وقتًا أكبر لتطوير مهاراتهم وتعزيز الروح التنافسية، خاصة مع وجود فترات طويلة بين المباريات.
وفي تعليقه على الفجوة بين المباريات، أوضح بوكيتينو أهمية التواصل المستمر مع اللاعبين لتحسين الأداء. وأكد أنه بعد المباريات، يشعر بالفراغ نتيجة عدم القدرة على تدريب اللاعبين بشكل منتظم.
جدير بالذكر أن منتخب الولايات المتحدة لم يصل إلى ربع نهائي كأس العالم سوى مرة واحدة، وتحديدًا في عام 2002. ومع ذلك، فإن تأسيس الدوري الأمريكي لكرة القدم في عام 1995 أدى إلى تطور ملحوظ في مستوى اللعبة في البلاد، حيث أصبح التوقيع مع لاعبين بارزين مثل ميسي في عام 2023 بمثابة نقطة تحول.
وأكد بوكيتينو أن وجود لاعبين على مستوى عالٍ مثل ميسي يسهم في تحفيز الأطفال على ممارسة كرة القدم، مشددًا على أهمية تغيير التصورات النمطية حول الألعاب الشعبية في الولايات المتحدة، حيث أصبح من الضروري استخدام مصطلح كرة القدم بدلاً من كرة القدم لتجنب أي لبس.
وفي حديثه عن ثقافة كرة القدم، أكد بوكيتينو ضرورة فهم ثقافة اللعبة نفسها، بغض النظر عن الخلفية الثقافية للاعبين. وأشار إلى أن التحدي يكمن في نقل ثقافة كرة القدم إلى اللاعبين الأمريكيين بما يخدم تطورهم وأدائهم في المستويات العليا.
أضاف بوكيتينو أن هناك تقدمًا ملحوظًا بعد عام واحد من توليه المسؤولية، حيث تم بناء أفكار جديدة تعكس أن لغة كرة القدم واحدة، بغض النظر عن الهوية الوطنية. ركز على جوانب التنافسية وما يتطلبه الفوز، مشددًا على أهمية العمل الجماعي لتحقيق النتائج المرجوة.
يبقى أمام بوكيتينو عمل كبير في تحسين أداء المنتخب قبل كأس العالم، إلا أن هناك دلائل على إمكانية تحقيق النجاح من خلال الفهم المتبادل والثقافة المشتركة. إن الفترة المقبلة ستشكل تحديًا كبيرًا للمدرب واللاعبين على حد سواء.