تخلت الملاكمة البريطانية شانتيل كاميرون عن لقبها العالمي في وزن خفيف الوسط، الذي حصلت عليه من مجلس الملاكمة العالمي، وذلك احتجاجًا على عدم وجود مساواة في القواعد التي تحكم المنافسة بين النساء والرجال. يأتي قرارها هذا في وقت تتسارع فيه جهود تعزيز العدالة والمساواة في الرياضات، وخاصةً الملاكمة النسائية.
غالبًا ما تكون المباريات على ألقاب البطولات في الملاكمة للسيدات مقسمة إلى 10 جولات، حيث تبلغ مدة كل جولة دقيقتين، بينما تأتي مسابقات الرجال في 12 جولة، ومدة كل منها ثلاث دقائق. هذه الفروقات، التي تبدو بسيطة، تعكس حاجة مُلحة لتحقيق التكافؤ في بيئة المنافسة.
تبلغ شانتيل كاميرون من العمر 34 عامًا، وقد عبرت قائلة: "لقد قطعت الملاكمة النسائية شوطاً طويلاً، ولكن لا يزال هناك تقدم يجب إحرازه." وفي تأكيد على إيمانها بالمساواة، أعربت كاميرون عن أهمية منح النساء نفس الفرص للتنافس وفقًا لقواعد متساوية.
على الرغم من قرارها بالتخلي عن اللقب، إلا أن كاميرون تظل واحدة من أبرز الأسماء في عالم الملاكمة النسائية. حصلت على لقب البطلة في وزن خفيف الوسط من مجلس الملاكمة العالمي الشهر الماضي، بعد أن أصبحت البطلة "المؤقتة" والأولى في وزن خفيف الوسط الكامل. منذ بدء مسيرتها الاحترافية في عام 2017، حققت كاميرون 21 انتصارًا من أصل 22 نزالًا، مما يبرز مهاراتها المتميزة في الحلبة.
في سياق الأحداث الأخيرة، سبق لكاميرون أن تمت ترقيتها إلى بطلة عالمية بعد أن أبلغت الأيرلندية كاتي تايلور هيئة العقوبات بأنها تخطط لأخذ استراحة من الملاكمة. وقد شهدت تايلور أيضاً نقطة تحول في مسيرتها، حيث منيت بأول هزيمة لها في مايو 2023، لكنها عادت لتخسر مباراة العودة بعد ستة أشهر.
مع وجود تحديات جديدة في الأفق، فقد تم تكليف تايلور بخوض مباراة ثلاثية، إلا أنها اختارت عدم المشاركة في هذه النزالات بسبب قرارها بأخذ فترة من الراحة عن الرياضة. هذا يمنح كاميرون ورفيقاتها في الملاكمة فرصة كبيرة للتفكر في المستقبل وتطوير قواعد المنافسة.
إن قرار شانتيل كاميرون بالتخلي عن لقبها العالمي يمثل خطوة جريئة نحو تعزيز المساواة في عالم الملاكمة. تعكس تصريحاتها وقراراتها تطلعات الملاكمات إلى تحقيق مزيد من العدالة في رياضتهن، مما يجعل هذه القضية محط اهتمام واسع. يتبقى ما إذا كانت الهيئة المعنية ستستجيب لنداء المساواة، وما هي الخطوات المقبلة في مسيرة الملاكمة النسائية.
