
تكثر التساؤلات حول الفارق الكبير في النتائج بين السائق الهولندي ماكس فيرشتابن وزملائه في الفرق المختلفة على مر السنين، خصوصًا عندما نقارنه مع المعارك القريبة التي خاضها البريطاني لويس هاميلتون مع رفاقه في الحلبة، مثل نيكو روزبرغ وجورج راسل وتشارلز لوكلير. يعتبر هذا السؤال معقدًا للغاية، حيث يتداخل فيه العديد من المتغيرات.
من الواضح أن فيرشتابن يتمتع بميزة تفوق كبيرة على العديد من زملائه في الفرق، ولا سيما في السنوات الأخيرة. لكن في مسيرته الأولى، كان قد واجه تحديات، على سبيل المثال في عام 2015، حيث كان في مستوى تنافسي متكافئ نسبيًا مع كارلوس ساينز، الذي كان يتفوق أحيانًا عليه في التصفيات.
كان الوضع مشابهًا مع دانييل ريكاردو، حيث بدأ فيرشتابن متأخرًا قليلاً عنه في عام 2016، ولكنه حقق تقدمًا ملحوظًا بحلول نهاية 2018. تبرز هذه النقاط الأهمية التي يتمتع بها السائق في عملية التطور الشخصي وتأثير البيئة المحيطة به.
مع الدخول في موسم ريد بول، نجد أن التقدم الذي حققه فيرشتابن يعزى أيضًا إلى تفوق الفريق على مدار السنوات. كانت السيارة مصممة لتقديم أداء عالٍ، وهو ما سمح له بالتركيز أكثر على أدائه الشخصي في الحلبة. على الرغم من ذلك، فإن سائق زميله سيرجيو بيريز تمكن من التفوق عليه بجدارة في بعض المناسبات، مما يُظهر أن هناك نهجًا تنافسيًا داخل الفريق نفسه.
قبل انضمامه إلى فريق فيراري، كان هاميلتون قد تمكن من التفوق على معظم زملائه باستثناء فرناندو ألونسو في عام 2007. ومن الجدير بالذكر أن جورج راسل أيضًا كان أحد السائقين الذين واجههم في فريق مرسيدس، مما يدل على أنه رغم خبراته، لا يوجد ضمان للتفوق الدائم.
على الرغم من أن جنسون باتون قد سجل نقاطًا أكثر من هاميلتون في الفترة ما بين 2010 و2012، إلا أن هاميلتون كان في النهاية يقود السباقات بشكل أفضل في اثنين من تلك السنوات. وهذا يوضح أن النجاح لا يعتمد فقط على النقاط، بل أيضًا على الجودة والأداء في السباقات الفعلية.
بشكل عام، يمكن القول إن هاميلتون استمتع بفترة طويلة من الهيمنة على زملائه مقارنةً بفيرشتابن، الذي لم يكن بجانبه منذ عام 2018 إلا سائقون رفيعو المستوى وخبراء في السباقات. سيكون من المثير للاهتمام رؤية فيرشتابن يتنافس مع سائقي مثل لوكلير أو راسل، أو حتى أحد سائقي فريق مكلارين.
على الرغم من الاختلافات في الأداء والاستراتيجيات، فإن معظم الآراء في عالم الفورمولا 1 تتفق حاليًا على أن فيرشتابن هو السائق الأبرز في ساحة المنافسة. إن النقاش حول من هو الأعظم على الإطلاق ما زال جاريًا، ولكن لا يمكن إنكار الفضل الكبير الذي حققه فيرشتابن في السنوات الأخيرة.
تتطلب المنافسة في عالم الفورمولا 1 النظر إلى العديد من العوامل، من قدرات السائقين إلى أداء الفرق. على الرغم من الفوارق الملحوظة في الأداء بين فيرشتابن وهاميلتون، إلا أن الزمن كفيل بإظهار قيمة كل منهما في مسيرتهما الرياضية وتاريخهما في الرياضة.