تتمتع الأندية الرياضية الشعبية بقدرة فريدة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، حيث يُمكنها معالجة التحديات المترتبة على ظاهرة الطقس القاسي الذي يجعل من الصعب ممارسة الأنشطة البدنية، حسبما أفادت مصادر رسمية. تعتبر هذه المسألة ذات أهمية خاصة في ظل الأرقام التي كشفت عنها وكالة التمويل مؤخرًا.
أظهرت البيانات أن حوالي ثلثي البالغين والأطفال يعانون من نقص في النشاط البدني على مدار الأشهر الـ 12 الماضية نتيجة للظروف الجوية الصعبة.
منذ بداية عام 2023، تم تخصيص تمويل يقدر بـ 47.5 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأندية الرياضية على تعزيز استدامتها ومواجهة الاضطرابات الناتجة عن تغير المناخ.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، أكد رئيس اتحاد الرياضة المحلية أن هناك إلغاء لحوالي 120 ألف مباراة كرة قدم في السنة الماضية بسبب الفيضانات، مما يعكس حجم المشكلة. وأضاف: "هذه القضية تتطلب منا التفكير في كيفية التكيف معها".
تشير التقديرات الحكومية إلى أن الخمول البدني يُعتبر عاملاً مؤديًا لأحد كل ست وفيات في المملكة المتحدة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق التحسينات المطلوبة.
وأشار المسؤول إلى أن تأثير هذا الخمول يمتد إلى جميع جوانب المجتمع: "من الناحية المالية والاقتصادية وجودة الحياة، ترتبط هذه القضايا بشكل كبير بالتغيرات المناخية المتسارعة".
في الوقت ذاته، حذرت أحدث التقارير من مراكز الأرصاد الجوية من أن الظواهر الجوية المفرطة أصبحت "الوضع الطبيعي الجديد" في البلاد، مما يتطلب استجابة فورية من جميع الجهات المعنية.
ردًا على التحديات، اتخذت العديد من الأندية مبادرات مختلفة. على سبيل المثال، قام نادي الكريكيت في Whalley Range بزراعة الأشجار المحلية لتحسين امتصاص المياه الناتجة عن الفيضانات. بينما حصل نادي الرجبي Oxford Harlequins RFC على منحة لدعم مرونة النشاط الرياضي لديهم.
شدد المسؤول على أهمية إيمان الأفراد بقدرتهم على إحداث التغيير: "هناك أكثر من 150 ألف نادي محلي في البلاد، ومن خلال اتخاذ خطوات صغيرة، يمكنهم إحداث تأثير كبير".
كجزء من جهودها للإشراف على التقدم، أعلنت المؤسسة عن نظام جديد يركز على الاستدامة، مما يساعد الأندية على قياس تقدمها في التحول من المرحلة البدائية إلى مستوى الاستدامة ثم التجديد.
تعمل الهيئات الإدارية الرياضية في البلاد نحو وضع استراتيجيات قوية للاستدامة بحلول عام 2027، كشرط أساسي للحصول على التمويل.
تتطلب التحديات المتعلقة بالطقس القاسي وإزالة الحواجز أمام النشاط البدني جهدًا جماعيًا وتعاونًا بين الأفراد والمجتمعات. الأندية الرياضية الشعبية تشكل خط الدفاع الأول في هذا الصدد، مما يبرز دورها الحاسم في تحسين صحة المجتمع وتعزيز النشاط البدني في مواجهة صعوبات المناخ.