
في لحظة غير متوقعة، وعندما سقط أحد اللاعبين على الأرض، أطلق الحكم صافرة في استاد مليء بالمشاعر. سجلت لاعبة من المنتخب الأفغاني هدفًا تاريخيًا، كانت هذه اللحظة تعني الكثير لها ولزملائها في الفريق.
عبرت لاعبة كرة القدم مانوز نوري عن سعادتها بعد تسجيلها هدفها الدولي الأول، حيث قالت: "لقد كانت لحظة مبهجة لنا جميعًا". أكدت نوري أن هذا الهدف هو هدية لجميع الأفغان، الذين يستحقون السعادة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
مرت فترة طويلة منذ أن لعب فريق كرة القدم النسائية في أفغانستان آخر مباراة دولية له في عام 2021. تزامن ذلك مع استعادة طالبان السلطة، مما أدى إلى فرض قيود صارمة على حرية النساء، وتعرض المرأة الأفغانية لمحن لا توصف.
بعد الانسحاب الأخير للقوات الأمريكية، فر اللاعبون من أفغانستان، حيث تمكن أكثر من نصف الفريق من الاستقرار في أستراليا، بينما استقر البعض الآخر في دول أوروبية. ومع بدء حياة جديدة، تبقى النية في الحفاظ على رياضة كرة القدم النسائية حية.
عبرت حارسة المرمى فاطمة اليوسفي عن قلقها إزاء حقوق النساء في أفغانستان، مشيرة إلى أن التعليم هو حق أساسي لا يمكنهن الحصول عليه حاليًا. وأضافت: "نحن نحاول تقديم الأمل للفتيات في بلادنا".
عندما شاركت اللاعبات في مباراة ضد تشاد، كانت لحظات مؤثرة، حيث رأوا علم بلادهم يرفرف واستمعوا إلى النشيد الوطني. مع فرحة الفوز، كانت العواطف تدفقت، لكن أيضاً كانت الذكريات عن الوطن تتراقص في أذهانهن.
في مايو الماضي، بدأ اتحاد كرة القدم الدولي العملية الرسمية للاعتراف بفريق النساء الأفغانيات المتحدات. بينما يتنافسون حاليًا في مباريات ودية، يشكلون رمزًا للأمل والقدرة على التكيف مع الظروف الجديدة.
أمام الفريق الكثير من العقبات التي يتعين عليهم تجاوزها، بما في ذلك تأخير التأشيرات وعدم استقرار مواقع البطولات. التحديات كبيرة، ولكن إرادة اللاعبات تظهر صموداً ملحوظًا رغم كل شيء.
على المدى القصير، يتجلى الدعم الدولي في المباريات المقبلة ضد فرق مثل ليبيا وتونس. يأمل اللاعبون أن تكون هذه المباريات بداية لعودة استقرار رياضي يشبه ما كانوا عليه في السابق.
على الرغم من التحديات والصعوبات، تظل الروح القتالية لدى لاعبات كرة القدم في أفغانستان نابضة بالحياة، حيث يظهرن للعالم أن الحلم لا يزال ممكنًا. إن التزامهن بالدفاع عن حقوق النساء والشغف باللعبة يضعهن في مسار جديد نحو الأمل والاستدامة.