
لقد بات واضحًا للجميع أن اضطراب مشجعي الفريق تجاه الملكية الحالية قد بلغ ذروته. المسؤولون يدركون جيدًا أن تغيير آراء الجماهير التي تتبدل فجأة بات أمرًا شبه مستحيل. في مباراة الفريق ضد بيرنلي، بدأ المشجعون بالغياب عن الملعب خلال الشوط الأول، بينما تمكن ولفرهامبتون من العودة بعد تأخره بهدفين ليعادل النتيجة بشكل مؤقت، لكنه استقبل هدفًا قاتلًا في اللحظات الأخيرة.
جاءت الهتافات تعبر عن غضب الجماهير، حيث shouted أحد المشجعين "لقد بعت الفريق، والآن حان الوقت لبيع النادي". هذه الكلمات تمثل صوت كثير من المشجعين الذين يشعرون بالاحباط تجاه إدارة الفريق الحالية.
في سياق متصل، شركة فوسون المالكة للنادي لن تستسلم لضغوط المشجعين، لكنها ستُخطئ إن لم تأخذ آراءهم بعين الاعتبار.
تم شراء نادي ولفرهامبتون من قبل الشركة بمبلغ 45 مليون جنيه إسترليني في عام 2016، مع التزامها باستثمار بين 20 إلى 30 مليون جنيه إسترليني في أول عامين من ملكيتها. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تقليصًا في النفقات، الأمر الذي يجعل المشجعين يتساءلون عن مستقبل الفريق.
رغم أن الشركة لم تلتزم بتقليص كامل للنفقات، إلا أن شي، رئيس النادي، كان قد أشار منذ ست سنوات إلى أهمية عدم الاعتماد بشكل كامل على فوسون. ولقد تراجع الإنفاق بشكل ملحوظ كجزء من استراتيجية مدروسة بعد أن أنفقت الإدارة مبالغ كبيرة في السابق، مع نجاح متفاوت في تحسين أداء الفريق.
في نقل مهم، حصل النادي على اللاعب ماثيوس نونيس من سبورتنج مقابل 38 مليون جنيه إسترليني، ما اعتُبر خطوة مثيرة، لا سيما بعد أن كان اللاعب قريبًا من الانتقال إلى مانشستر سيتي بمبلغ أعلى. ولا يزال انتقال ماثيوس كونيا من أتلتيكو مدريد بمبلغ 43 مليون جنيه إسترليني هو الرقم القياسي للنادي.
الأمر المؤكد هو أن استراتيجية انتقالات النادي أصبحت أكثر تحفظًا، حيث تم التعاقد مع اللاعب يورغن ستراند لارسن بقيمة 23 مليون جنيه إسترليني من سيلتا فيجو بعد فترة إعارة ناجحة. بينما تعتبر 26 مليون جنيه إسترليني المخصصة للاعب لاديسلاف كريتشي من أعلى الأرقام لهذا الصيف.
وعلى صعيد آخر، انخفضت رواتب اللاعبين، حيث كان بعضهم مثل نيلسون سيميدو وراؤول خيمينيز يتقاضون أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، لكن النادي واجه تحديات في استمرار هذه الرواتب.
تسعى إدارة النادي إلى تحقيق نموذج مالي مستدام، حيث تعتبر العلاقة بين ميزانية الرواتب ومركز الفريق في الدوري أمرًا ناتجًا عن العمل الجاد في البحث عن لاعبين أفضل بأسعار مناسبة.
من المتوقع أن يعاود النادي الإنفاق في فترة الانتقالات القادمة في يناير، لكن ليس بشكل كبير. أما الآن، فإن الفريق يعتبر نفسه في مرحلة جديدة بعد التحديات السابقة.
شهد شهر يونيو مرحلة جديدة أيضًا عندما غادر مات هوبز منصب المدير الرياضي ليحل محله دومينيكو تيتي، الذي كان قد عمل سابقًا مع مدربي النادي في مرحلة الشباب.
ختامًا، يواجه نادي ولفرهامبتون تحديات كبيرة تتعلق بإدارة الفريق وتطلعات الجماهير. مع تغير السياسات المالية والانتقالية، يبقى التساؤل عما إذا كانت هذه الاستراتيجيات ستفلح في إعادة ثقة المشجعين وتحقيق الأهداف المنشودة.