تشهد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز حالة من الانقسام بشأن اعتماد نموذج جديد لسقف الرواتب، وذلك قبل التصويت المرتقب على اللوائح المالية الشهر المقبل. هذا ما أفادت به مصادر موثوقة، مما يدل على وجود آراء متباينة داخل الأندية حول مستقبل تنظيم إنفاقها.
يعرّف النموذج المقترح المعروف باسم "الارتساء من أعلى إلى أسفل" (TBA) كيفية تنظيم إنفاق الأندية، حيث يحدد الحد الأقصى الذي يمكن لكل نادٍ إنفاقه على أجور اللاعبين والوكلاء ورسوم الانتقالات بحيث لا يتجاوز خمسة أضعاف الدخل الذي يحققه النادي من البث التلفزيوني والجوائز المالية للنادي الأقل دخلاً في الدوري.
يجري الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً تجريب هذا النموذج إلى جانب ما يعرف بنظام "نسبة تكلفة الفريق" (SCR) الذي يتيح للأندية إنفاق نسبة معينة من إجمالي إيراداتها على تكاليف الفريق. هذا يشير إلى رغبة كبيرة في توجيه الإنفاق نحو الاستدامة المالية والتوازن التنافسي.
ستعقد الهيئة الإدارية للدوري الإنجليزي الممتاز جلسة تصويت في 21 نوفمبر، حيث سيتم البت في اعتماد أي من هذه النماذج أو كليهما، بهدف استبدال النموذج الحالي لقواعد الربح والاستدامة. هذا الأمر يثير تساؤلات حول كيفية تأثير ذلك على الأندية، خاصةً تلك التي تملك عائدات أكبر.
ينبغي تسع أندية من أصل عشرين أن تلتزم بقواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (SCR) نظرًا لنجاحها في التأهل للبطولات الأوروبية. ويرى بعض هذه الأندية أن مواءمة اللوائح قد تكون منطقية لتجنب التفاوت الكبير في الموارد. من جهة أخرى، يشير البعض إلى أن هذه القواعد قد تُضعف قدرتها على المنافسة.
يتيح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مشاركة الأندية في مسابقاته بإنفاق ما يصل إلى 70% من إيراداتهم على فرقهم، بينما يُظهر الدوري الإنجليزي الممتاز مرونة أكبر بقبول نسبة تصل إلى 85%. ومع ذلك، حذرت الأندية من الانصياع للنموذج دون تشديد الرقابة على التفاوتات المالية بين الأندية.
من المعروف أن مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأستون فيلا كانوا ضمن الأندية التي عارضت سابقاً نموذج TBA، حيث عبروا عن قلقهم من أن اعتماد هذا النموذج قد يؤثر سلباً على وضعهم التنافسي مقارنة بمنافسيهم الأوروبيين.
تحظر الأندية الكبرى منذ عدة أشهر مخاوفها من أن يُضعف نموذج سقف الرواتب قدرتها على المنافسة مع الأندية الأوروبية الكبرى. في الوقت نفسه، حصلت الأندية على فرص متعددة للتعبير عن رؤاها قبل اجتماعهم المرتقب.
في فبراير الماضي، أبدى اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين أن هناك مخاوف قانونية متعلقة بتنفيذ النموذج. وقد عبّر عن قلقه من تأثير ذلك على عقود اللاعبين، وقد أسندت رابطة اللاعبين المحترفين إلى محامٍ لمتابعة الأمور في حال تطور الأمور إلى صراع قانوني.
بينما يتأهب الدوري الإنجليزي الممتاز للتصويت على اللوائح المالية، يتضح أن الانقسامات القائمة بين الأندية تتطلب حواراً مستمراً لضمان أن تكون هناك توافق على صعيد القواعد الجديدة. تسعى الأندية لتحقيق توازن بين الاستدامة والتنافسية، مما يجعل هذا الهامش حيوياً في مستقبل كرة القدم الإنجليزية. تخدم هذه التطورات كمؤشر على كيفية إدارة الأمور المالية والالتزام باللوائح لضمان استمرارية نجاح الدوري.