
عبر لاعب الوزن الخفيف البريطاني إسماعيل ديفيس عن شعوره العميق بقوله: "لقد ولدت وحيدًا وسأموت وحيدًا، لذا اذهب في رحلتك الخاصة." فرغم بساطة هذا التصريح، إلا أنه يعكس واقع حياة صعبة مر بها خلال سنوات تكوينه.
في سن الرابعة عشرة، طُرد ديفيس من المدرسة وانتقل من منزله العائلي، في وقت كان يتحمل فيه مسؤولية رعاية التوأم حديثي الولادة. يصف ديفيس تلك الفترة بقوله: "لقد حظيت بتربية قاسية بعض الشيء."
عندما كان عمره 14 عامًا، بدأ ديفيس يتنقل بين دور الرعاية، حتى استطاع الحصول على شقة خاصة به عندما بلغ 15 عامًا. يوضح ديفيس: "لم أكن أكسب المال، وهذا جعل الأمور صعبة للغاية. كنت أكسب حوالي 100 جنيه إسترليني كل أسبوعين، وكانت تلك فترة عصيبة في حياتي، لكنني كنت بحاجة لتجاوزها."
دخل ديفيس عالم الملاكمة لأول مرة عندما كان في الثانية عشرة من عمره، وشارك في نزال هوائي غير مرخص بعد عام. ومع ذلك، فإن طموحاته في هذا المجال تراجعت في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي عاشها، حيث كان عليه كسب لقمة العيش للعائلة.
توجه ديفيس إلى الشوارع في تشابلتاون بلينز، محاولًا تغطية نفقاته. يقول: "كنت في التاسعة من عمري عندما أنجبت أول أطفالي، ومن ثم بدأت في الانخراط في النشاطات الإجرامية." ويضيف بسخرية: "لأنه كان لدي أطفال صغار، بدأت في بيع المخدرات."
ما لبث أن وجد ديفيس نفسه في السجن، في الطريق الذي سلكه العديد من أصدقائه وعائلته. هذه التجارب أعادته إلى التفكير في مستقبله، مما أدى به في النهاية إلى العودة إلى الملاكمة.
في 15 نوفمبر، سيخوض ديفيس نزالًا ضد سام جيلي في ألقاب الوزن الخفيف المتوسط البريطاني والكومنولث، وذلك في البطولة المقامة بملعب توتنهام هوتسبر. يسعى ديفيس إلى إعادة تأهيل مسيرته بعد أن تكبد ثلاث خسائر في آخر أربع مباريات له.
يناقش ديفيس أيضًا تأثير الملاكمة على حياته وكيف ساعدته على التغلب على الصعوبات. يقول: "قد تكون حياتي مختلفة تمامًا لولا الملاكمة، فهي كانت دافعًا قويًا لي."
من خلال محادثته، يظهر إسماعيل ديفيس كمثال على التحمل والعزيمة. قصة حياته ليست مجرد رحلة إلى قتال في حلبة الملاكمة، بل هي قصة شخص تجاوز تحديات الحياة الصعبة ليحقق أحلامه، مع علمه بأن العزلة ليست سوى جزء من الرحلة.