
رغم خروج فريق نيوكاسل من المنافسة بفارق الأهداف خارج الديار، يحتفظ المشجع توني ووترز بذكريات رائعة عن رحلته إلى بلباو، وخاصة الاستقبال الحار الذي قدمه سكان المدينة لدعم زوارهم.
عبر ووترز عن شعوره العميق خلال هذه الرحلة قائلاً: "لن يسمحوا لك بإنفاق أي شيء. أنا لا أمزح. تابعت نيوكاسل في جميع أنحاء أوروبا، وعدت إلى الوطن بنفقات مماثلة لما كنت أحمله قبل الرحيل." وأشار إلى كرم السكان المحليين، حيث قال: "لقد كانوا طيبين للغاية، وفرشوا لنا السجادة الحمراء، ولم يسمحوا لك بشراء مشروب."
قبل أسبوعين، زار مشجعو نيوكاسل بلباو وحظوا برحابة صدر لا تُنسى، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على الجميع. وذكرت التقارير أن جماهير سوانسس تعلمت كيف ارتبطت الجماهير بشكل جيد مع بعضها البعض، مما أدى إلى شعور جماهير نيوكاسل بأنهم يمتلكون "مكافأة" على كل ما قدموه.
يبدو أن السبب وراء هذا الترحيب هو الشغف الكبير الذي يكنه كل من الباسك والجورديين لأنديتهم. ويصف مشجع أتلتيك، ميكيل إيزاجيري، بلباو بأنها "مدينة بريطانية للغاية"، مشيراً إلى أن هذه الصلة الثقافية لا تزال قائمة في الأجواء العامة.
تتجلى آثار التاريخ في العمارة وفي الحضور الثقافي، الذي يعود إلى الثورة الصناعية. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت السفن البريطانية تأتي إلى بلباو محملة بالفحم، ثم تعود بالحديد والصلب. كما استقطبت المدينة الآلاف من عمال المناجم والمهندسين، خاصة من شمال شرق إنجلترا، الذين أحضروا معهم أحد أعظم صادرات بلادهم، وهو كرة القدم.
وفي ذات السياق، سافر العديد من الطلاب من بلباو إلى إنجلترا للدراسة، وعند عودتهم، كانوا قد حملوا معهم شغفاً بكرة القدم. ولذلك، عندما جاء وقت تأسيس النادي، تم اختيار اسم "Athletic" بدلاً من "Atletico" الإسبانية، في إشارة إلى هذا التأثير الإنجليزي.
هذه الرحلة تبرز كيف يمكن لكرة القدم أن تجمع بين الثقافات وتعزز الروابط بين المجتمعات، حيث يحافظ مشجعو نيوكاسل وأتلتيك بلباو على علاقات قوية ترتكز على الاحترام المتبادل والشغف باللعبة. لا تزال هذه التجارب حية في ذاكرة المشجعين، مما يجعل كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، بل جسراً للتواصل بين الشعوب.