
عندما يتذكر اللاعبان روري بيست وكونور موراي لحظة فوز أيرلندا التاريخي على فريق أول بلاكس عام 2016، تظل الرسائل المهمة التي أُرسلت من قائدين بارزين في غرفة تبديل الملابس واضحة كالشمس. هذا الانتصار، الذي أُقيم في مدينة شيكاغو، كان مذهلاً وتعكس الذكريات المرتبطة به روح الفريق وعزيمته.
بعد أن خاضت أيرلندا 28 مباراة بدون أي انتصار على نيوزيلندا على مدار 111 عاماً، تقدم الفريق الأيرلندي بحماس كبير ليحقق الفوز بنتيجة 25-8. كان الأداء الهجومي في الشوط الأول متألّقاً، مما جعل ملعب سولدجر فيلد يشهد لحظات تاريخية لجماهيرهم.
لقد كان من المتوقع أن يعود فريق أول بلاكس ليتعافى في الشوط الثاني؛ حيث كانت لديهم فرصة لتعويض الكثير بعد سلسلة من الانتصارات. في ذهن الجماهير، تذكروا كيف انتزع أول بلاكس الفوز في آخر لحظة في مباراة عام 2013 بدبلن بعد تأخرهم بفارق 15 نقطة في الشوط الأول.
بعد مضي ثلاث سنوات على تلك الهزيمة المؤلمة، كان اللاعبون في أيرلندا يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. في ظل الحزن لفقدان قائدهم السابق أنتوني فولي، حرص المدرب جو شميت واللاعب جوني سيكستون على توضيح الأمر للفريق، مشددين على أن المهمة لم تُنجز بعد.
يتذكر موراي تلك اللحظات قائلاً: "أشار جوني إلى أنه يتعين علينا الاستمرار في اللعب، وقد ذكر جو أننا سنسجل مرة أخرى". كان للإلهام الذي أظهره المدرب تأثير عميق على اللاعبين، مما جعلهم يركزون على الهدف.
أسدلت التوترات الستار على غرفة تبديل الملابس، بينما طلب شميت من اللاعبين عدم الاحتفال مبكراً للمحافظة على التركيز. حتى مع زيادة حماس اللاعبين، كان من الضروري التأكيد على ضرورة عدم الانزلاق في الظن بفوز غير مؤكد.
مع تقدم المباراة، بدأت أيرلندا بالتحدي بعد أن سجل سيمون زيبو هدفاً جعلهما بعيداً عن متناول أول بلاكس. ومع ذلك، كان الفريق الأيرلندي تحت ضغط مستمر، واستمروا في القتال من أجل الحفاظ على تقدمهم.
أضاف موراي: "ومع تصاعد الغضب والتوتر، كانت هناك لحظة حاسمة عندما تلقينا ضربة على خط الخمس أمتار وسجلنا". لذا فإن موقفهم من الاستسلام لم يكن موجودًا؛ بل كان هناك إصرار على مواصلة اللعب والتحصيل.
اختتم موراي بالقول: "حتى في حال الفوز، كان جو يذكّرك دائماً بواجبك. لقد كانت لحظة جميلة؛ حيث كنا نتحدث باستمرار عن ما يجب علينا القيام به في تلك اللحظات الحرجة".
يمثل فوز أيرلندا التاريخي على أول بلاكس عام 2016 لحظة بارزة في تاريخ فريق الرجبي الأيرلندي. على الرغم من التحديات التي واجهتها، فإن العزيمة والتركيز والروح الجماعية كانت مفاتيح النجاح. تستمر ذكريات تلك الليلة في إلهام الفريق والجماهير على حد سواء.