حقق المنتخب المغربي إنجازًا تاريخيًا بفوزه بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 سنة في تشيلي، ما وضع اسم المغرب في سجلات المجد الرياضي كأول بلد عربي يتوج بهذا اللقب. جاء الحفل الختامي للبطولة محاطًا بجو احتفالي يعكس عظمة الحدث ومكانة النجوم الذين أبدعوا في العطاء طيلة المنافسات.
أبرز ما جاء في قائمة الجوائز الفردية هو فوز اللاعب المغربي الشاب عثمان معمّا بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، ليضع اسمه بين أساطير اللعبة. يمتاز أداؤه بالمهارة الفائقة والتأثير الكبير، مما يفتح له آفاقًا واسعة في عالم كرة القدم.
نجم آخر تألق في البطولة هو المهاجم ياسر الزابيري، الذي حصل على الكرة الفضية بعد أداء رائع سجل خلاله هدفي المباراة النهائية ضد الأرجنتين، حيث كانت المباراة قد انتهت بفوز المغرب بهدفين دون رد. أما الكرة البرونزية فقد ذهبت إلى اللاعب الأرجنتيني ميلتون ديلجادو.
شهد سباق الهدافين تنافسًا ملحوظًا، حيث تقاسم ثلاثة لاعبين الصدارة بتسجيل خمسة أهداف لكل منهم، لكن الحذاء الذهبي مُنح لبنيامين كريماسكي بسبب تفوقه في عدد التمريرات الحاسمة، ليواصل تقليد الفائزين في هذه الجائزة الذين تضمنوا أسماء بارزة في تاريخ الكرة مثل ميسي وهالاند.
فيما يخص حراسة المرمى، تصدر الحارس الأرجنتيني سانتينو باربي القائمة بشكل مميز، حيث حصل على جائزة القفاز الذهبي عن ثباته في الأداء وعمله الدؤوب لحماية مرماه، إذ حافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات متتالية.
مع انتهاء المباراة، غمر الفرح قلوب الجماهير المغربية التي خرجت للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي. ملأت الحشود الشوارع، ورُفعت الأعلام وعلت الأغاني الوطنية في جميع أنحاء البلاد، مؤكدين حماسهم للنجاح الذي تحقق بعد 48 عامًا من المشاركة الأولى في البطولة العالمية.
تدفق المشجعون إلى شوارع العاصمة الرباط، محملين بالأعلام ومحتفلين بإسهامهم في إنجاز تاريخي. لم تغلق المقاهي أبوابها، وكانت الشاشات المنزلية مشغلة لمتابعة المباراة، مما يعكس الوحدة الوطنية والفرحة الغامرة بنجاح المنتخب.
عند صافرة النهاية، تحول الشغف إلى احتفالات حقيقية في الشوارع، حيث انطلقت أبواق السيارات في شوارع المدن المغربية، وارتفعت الأعلام في سماء البلاد، معلنة بداية مرحلة جديدة من الحلم الكروي المغربي.
إن فوز المنتخب المغربي بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 سنة ليس مجرد إنجاز رياضي، بل هو بداية جديدة لمسيرة كرة القدم المغربية على الساحة الدولية. تظل هذه اللحظات خالدة في ذاكرة الجماهير، مع آمال كبيرة بمستقبل مشرق ينتظر الكرة المغربية.