رغم الأهداف الغزيرة التي يسجلها، فإن هاري كين يمتلك مهارات تتجاوز مجرد كونه هدافًا متألقًا. إن عمله داخل الملعب وخارجه، بما في ذلك تفاعله مع زملائه وتوزيع الأدوار، يجعله فريدًا من نوعه بين أفضل المهاجمين على مستوى العالم.
في تصريحاته حول كين، يشير لوثار ماتيوس، الحائز على جائزة الكرة الذهبية، إلى أن كين قد أعاد اختراع مفهوم قلب الهجوم كما فعل حارس المرمى مانويل نوير منذ نحو عقد ونصف. يؤكد ماتيوس عدم وجود مهاجم أفضل من كين في الوقت الحالي، مشيدًا بتنوع مهاراته وأدواره في الملعب.
يظهر كين صفات المهاجم القادر على التمرير والمراوغة، فهو ليس فقط هدافًا، بل أيضًا صانع ألعاب. إن قدرته على الحفاظ على سجله التهديفي المذهل مع تعزيز أداء زملائه تجعله مصدر إلهام داخل الفريق.
قال كينغسلي كومان، زميل كين في بايرن ميونخ، إن هاري لديه القدرة على تحسين مستوى أداء زملائه، موضحًا أن كين لا يكتفي بتسجيل الأهداف، بل يسعى دائمًا لوضع زملائه في مواقف مريحة أمام المرمى. يعتبر كومان أن قدرة كين على التمرير بجودة عالية تجعله مهاجمًا سهل اللعب معه.
بعد الإصابات التي تعرض لها جمال موسيالا، كان على المدرب فينسنت كومباني تعديل دور كين ليتيح له التصرف بحرية هجومية أكبر. هذا التعديل أنعش قوة الفريق، مما أبرز أهمية كين كقوة دافعة.
أشار رافائيل هونجستين في حديثه عن كين إلى أنه يعمل كأنما ثلاثة أو أربعة لاعبين في آن واحد، مما يجعله لا يقدر بثمن في تشكيلة الفريق. هذه الخصائص تبرز كيفية جعل هاري كين عناصر الفريق الأخرى تتألق بفضل إبداعه وذكائه.
بفضل عقليته القوية ورغبته في التضحية لصالح الفريق، يتمتع كين بإحترام كبير من قبل زملائه. هذه الصفات تجعله شخصية قيادية تسهم في رفع مستوى الأداء العام للفريق.
بهذه الطريقة، يصبح هاري كين لا يُعتبر مجرد هداف في عالم كرة القدم، بل هو لاعب متعدد الأبعاد يجسد روح الفريق ويعزز من مهارات زملائه. إن الأداء المتواصل والمتميز لكين في المباريات يشير إلى تأثيره الكبير في نجاح الفريق، مما يجعله واحدًا من أبرز المهاجمين في التاريخ. قد يكون كين نموذجًا يحتذى به للكثير من اللاعبين الطموحين.
