
اتهمت نجمة التنس الدنماركية السابقة، كارولين فوزنياكي، أحد المعلقين التلفزيونيين بعمليات تنمر تحدثت عنها منذ أكثر من 20 عاماً. يأتي هذا الاتهام بعد أن قررت فوزنياكي اعتزال اللعبة في عام 2020، إلا أنها عادت عن قرارها في عام 2023 بعد إنجاب صغيرين، ابنتها أوليفيا (4 سنوات) وابنها جيمس (3 سنوات).
فوزنياكي، التي كانت من بين أبرز لاعبات التنس في العالم وحصدت لقب بطولة أستراليا المفتوحة، أصبحت مؤخراً أمًا لثلاثة أطفال بعد ولادة طفلها الثالث، ماكس، من زواجها بنجم كرة السلة الأمريكي السابق دافيد لي في يوليو الماضي. ورغم عودتها إلى الملاعب، لم تعلن رسميًا اعتزالها حتى الآن، مما أثار استغراب الكثيرين.
المعلق التلفزيوني بيتر باستيانسن كان له نظرة خاصة بشأن عودة فوزنياكي. وعبر في حديثه مؤخرًا عن استغرابه من عدم إعلان اللاعب للاعتزال، مشيرًا إلى أن وجودها في قرعة بطولة أستراليا المفتوحة، التي تُعتبر واحدة من أكبر البطولات في عالم التنس، يعتبر تناقضًا. قال باستيانسن: "أنا لا أفهم لماذا لا تعلن عن اعتزالها رسميًا إذا لم تكن ستعود." هذا الكلام أدى إلى تصاعد الجدل حول موقف فوزنياكي ومدى جديتها في العودة.
سارعت آراء الجمهور واللاعبين للتعليق على الوضع الحالي. اعتبر كثيرون أن تصريحات المعلق تعكس جانبًا سلبيًا من التعاطي مع الرياضيين بمجرد اتخاذهم قرار العودة أو الاعتزال. وتساءل البعض: هل تسلط الأضواء أكثر من اللازم على قرار فوزنياكي؟ وأكد كثيرون أهمية دعم الرياضيين في مراحل حياتهم المتعددة بدلاً من التركيز على انتقادهم.
التنمر في عالم الرياضة ليس بالأمر الجديد، حيث يتعرض العديد من الرياضيين للتنمر سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من قبل الإعلام الرياضي. يعتبر اعتراف فوزنياكي بضرورة مواجهة هذه الأشكال من التنمر خطوة جريئة، ودعوة لجميع الرياضيين للحديث عن تجاربهم وعدم السكوت عنها.
من المهم أن يعيد المجتمع والوسائل الإعلامية النظر في الطريقة التي يتعاملون بها مع حياة الرياضيين الخاصة. إن التنمر لا ينجم فقط عن التصريحات المباشرة، بل يتجسد أيضًا في كيفية تغطية الحياة الشخصية للرياضيين بشكل مستمر. الكثير من النجوم يعرفون تجارب قاسية مع التنمر، مما يجعل من الضروري بحث سبل الدعم والتغيير.
بينما تُخطط فوزنياكي للعودة إلى الملاعب، قد تتطلب هذه العودة استعدادات خاصة، ليس فقط على الصعيد البدني، ولكن أيضًا من حيث الدعم النفسي والعاطفي. من المعلوم أن العودة بعد فترة طويلة من الغياب قد تكون صعبة، ولذا يجب على فوزنياكي أن تركز على بناء ثقتها بنفسها وإعادة التكيف مع الأجواء التنافسية.
تتجسّد قصة كارولين فوزنياكي في رحلة طويلة من النضال والانتقادات، حيث تأمل أن تستخدم صوتها لتسليط الضوء على التنمر وتأثيره على الرياضيين. مع اقتراب بداية موسم التنس الجديد، على فوزنياكي أن تحافظ على قوتها وعزيمتها، لنشر رسالة إيجابية حول دعم الرياضيين في جميع مراحل حياتهم، مع الأمل في مستقبل أفضل للتنس والرياضة بشكل عام.