
عاشت جماهير أربعة أندية هي الشارقة والنصر وعجمان والبطائح خيبة أمل كبيرة عقب خروج فرقها المبكر من دور الـ16 في مسابقة كأس رئيس الدولة، ليكون هذا المشهد تجسيدًا لسلسلة من النتائج السلبية التي تعاني منها هذه الأندية منذ بداية الموسم الحالي.
لم يكن وقع الإقصاء العاجل عاديًا على جماهير هذه الفرق، خاصةً أنها كانت تطمح لرؤية فرقها تنافس على الألقاب الكبرى، في ظل الدعم الإداري النسبي والاستقرار الفني قبل انطلاق المنافسات. لكن الأداء في الملعب جاء مغايرًا للتوقعات، حيث غابت الهوية الفنية وبدت الخطط التكتيكية ضعيفة، مما أدى لتراجع الأداء والنتائج.
مع استمرار هذه الإخفاقات، ارتفعت الأصوات المطالبة بإجراءات حاسمة لإعادة بناء أفراح هذه الأندية، خصوصًا في بطولة الدوري، التي تمثل الأمل الأخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتحول الموسم إلى ذكرى للنسيان.
عندما عقدت إدارة الشارقة صفقة مع المدرب الصربي ميلوش ميلوييفيتش، كانت الآمال عالية لاستمرار مسيرة البطولات. لكن الأداء الفعلي كشف عن تراجع في الفاعلية وتفشي غياب التنظيم الدفاعي، مما أدى لسلسلة من النتائج السلبية. فقد خسر الفريق خمس مباريات من أصل ست، ليغادر البطولة المفضلة بخسارة مفاجئة أمام يونايتد.
على الرغم من الصفقات البارزة التي أبرمها النصر، لم يظهر الفريق الانسجام المطلوب أو خطة لعب واضحة، مما أدى لتعثره في خلق الفرص التهديفية. ودع الفريق الكأس بعد خسارة مفاجئة أمام بني ياس، ليبقى في المركز التاسع بثماني نقاط.
كان عجمان مثالًا للفريق القتالي في المواسم الماضية، لكنه هذا الموسم فقد تلك الروح، ليخرج من بطولتي الكأس أمام الوحدة والجزيرة. وافتقد الفريق للصلابة الدفاعية وافتقار الخطط الهجومية المنظمة، مما دفع إدارة النادي للتفكير في مستقبل المدرب.
بدأ البطائح الموسم بطموحات أكبر، لكنه تعرض لدوامة من النتائج السلبية، حيث ودع بطولتي كأس المحترفين وكأس رئيس الدولة. يعاني الفريق حاليًا من قلة النقاط حيث يتواجد في المركز 12، مما يزيد من قلق الجماهير.
أكد المحلل الفني خليفة باروت أن تراجع مستوى الأندية الأربعة يعود إلى أسباب فنية مختلفة، ولكنها تتفق في غياب التوازن وعدم وضوح الرؤية الفنية. ولفت إلى أن الشارقة لم يتمكن من إيجاد أسلوب لعب مناسب، بينما ظل النصر لغزًا كبيرًا مع تكرار النتائج السلبية على الرغم من توافر كل عوامل النجاح.
عجمان كان نموذجًا لجودة العمل الإداري في السنوات الماضية، لكن هذا الموسم شهد تراجعًا ملحوظًا في الأداء بسبب نقص الجودة في التعاقدات. بينما يمتلك البطائح مقومات جيدة لكن سوء الحظ يعصف به، ويحتاج إلى تعزيز في الخط الأمامي لتفادي مزيد من الأزمات.
يبدو أن الأندية الأربعة بحاجة ماسة لجهود مضاعفة لإعادة توازنها وتصحيح المسار قبل فوات الأوان. إن تجاوز هذه التحديات يتطلب اتخاذ خطوات فعالة على الصعيدين الإداري والفني، لضمان تحسين النتائج واستعادة الثقة في صفوف الجماهير.