
تستعد مدينة ميونيخ الألمانية لمواجهة تحدي كبير في سعيها لاستضافة الألعاب الأولمبية للمرة الأولى منذ عام 1972. في يوم الأحد، الموافق 26 أكتوبر، سيصوت سكان المدينة على إمكانية تقديم طلب لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية، بالإضافة إلى الألعاب البارالمبية.
يمكن لأي مواطن من مواطني الاتحاد الأوروبي يبلغ من العمر 18 عامًا على الأقل، والذي يعد ميونيخ مقر إقامة له لمدة شهرين على الأقل، أن يدلي بصوته في هذا الاستفتاء. يقدر عدد الناخبين المؤهلين بحوالي 1.1 مليون شخص، ويتوجب أن تبلغ نسبة المشاركة 10% لتكون نتائج الاستفتاء صحيحة.
السؤال المطروح على الناخبين هو: "هل أنتم مؤيدون لعرض ولاية بافاريا لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية والألعاب البارالمبية، والتي ستقام في أعوام 2036 أو 2040 أو 2044؟".
تعتبر الآراء حول هذا الموضوع غير مؤكدة. وفقًا لاستطلاع أجرته إحدى شركات أبحاث السوق، أعرب 48% من المشاركين عن تأييدهم للاقتراح، فيما عارضه 32%. وترك حوالي 21% من المشاركين دون تحديد موقف.
يدعو مؤيدو عرض الألعاب في ميونيخ هذه النسخة بأنها "ألعاب القلب والروح"، حيث يركزون على الاستدامة في إقامة المسابقات. تتواجد 90% من المنشآت الرياضية المخطط لها على بُعد أقل من 30 كيلومترًا من القرية الأولمبية، ما يقلل من الحاجة للسفر لمسافات طويلة.
يعرب المعارضون عن مخاوفهم إزاء التكاليف المرتفعة المحتملة التي قد تصل إلى 21 مليار يورو. كما يحذرون من إمكانية زيادة تكاليف المعيشة وأسعار المساكن بسبب استضافة الألعاب، بالإضافة إلى المخاوف البيئية المتعلقة ببناء مسارات الدراجات الجبلية في المناطق المحيطة.
شدد رئيس وزراء ولاية بافاريا على أن نجاح الاستفتاء في ميونيخ قد يضعف فرص المدن الأخرى في ألمانيا التي تطمح لاستضافة الألعاب الأولمبية. إذا صوت المواطنون لصالح العطاء، قد يؤدي ذلك لتعزيز ثقة اللجنة الأولمبية الدولية في إمكانية استضافة ألمانيا لهذه الألعاب.
حتى لو صوتت ميونيخ ضد استضافة الألعاب، يخطط المسؤولون في الاتحاد الرياضي الألماني لمواصلة جهودهم لتنظيم الألعاب في المستقبل، حيث تسعى كذلك مدن أخرى مثل هامبورغ وراين-رور لعقد استفتاءات مشابهة. من المتوقع أن تحدد هذه المدن مواعيد لاستفتاءاتها قريبًا.
في الختام، يمثل استفتاء ميونيخ نقطة تحول في مسعى ألمانيا لاستضافة الألعاب الأولمبية، وقد تكون نتائج هذا التصويت لها تأثيرات كبيرة على المظهر الرياضي للبلاد في الأعوام القادمة.