
لا تزال لعبة روبلوكس تثير العديد من الجدل في العراق، حيث شهدت البلاد في الآونة الأخيرة قرارات صارمة تتعلق باستخدام هذه اللعبة المثيرة للجدل. بعد أسبوع واحد من حظر اللعبة، أعلنت السلطات الأمنية عن اعتقال شاب مراهق يُزعم أنه مسؤول عن حالات انتحار متعددة، حيث استدرجوا ضحاياه عبر المنصة مما أدى إلى وفيات مؤلمة.
وفقاً لما أفادت به وزارة الداخلية العراقية، تم القبض على مراهق ارتبط اسمه بوفاة 30 شخصاً، بعد أن قام بتجنيدهم عبر روبلوكس. وأوضح اللواء مصطفى الياسري، مدير مديرية الاتجار بالبشر، أن المتهم استدرج ضحاياه بطرق خبيثة، حيث دفعهم لإيذاء أنفسهم وكتابة أسمائهم بالدم على أجسادهم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كان المتهم يحث ضحاياه على ممارسة العنف المختلفة، بما في ذلك الانتحار وإيذاء الحيوانات. هذه الأفعال الشنيعة أظهرت مدى خطورة المخاطر المرتبطة باستخدام هذه المنصة، مما جعل السلطات تتخذ خطوات أكثر حذراً لحماية الأطفال والمراهقين.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن تفكيك شبكة تُعرف باسم "عبدة الشيطان"، والتي تمارس الابتزاز وإيذاء الضحايا. وأشارت أيضاً إلى أنها تمكنت من تفكيك 22 شبكة دولية لتهريب المهاجرين خلال العام الحالي.
تشير التحقيقات إلى أن الضحايا الـ 30 كانوا من دول عربية وأجنبية عدة، وآخرهم فتاة عراقية مراهقة، والتي قُدّمت ضحية لأوامر المتهم، مما أدى إلى انتحارها.
شددت السلطات الأمنية على أهمية مراقبة الأطفال والشباب أثناء استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى ضرورة منعهم من لعب مثل هذه الألعاب الخطيرة التي يمكن أن تكون لها آثار مؤلمة على حياتهم.
في 20 أكتوبر الجاري، اتخذت الحكومة العراقية القرار بحظر منصة روبلوكس، مستندةً إلى مخاوف من إساءة معاملة الأطفال. وأكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن اللعبة تحتوي على محتوى غير ملائم، وتعرض الأطفال والمراهقين لمخاطر الابتزاز الإلكتروني.
تؤكد الحكومة أن حظر اللعبة يأتي في إطار حماية الأمن المجتمعي والالتزام بالقيم الأخلاقية والتربوية. وأشارت إلى أن اللعبة تتسبب في تواصل غير مقيد بين المستخدمين، مما يعرض الأطفال والمراهقين للاستغلال.
السياقات السابقة تشير إلى أن العديد من الدول اتخذت خطوات مماثلة تجاه المنصات الرقمية التي تعتبر ضارة للأطفال.
خاتمة المقال
تُظهر حادثة روبلوكس المخاطر الكبيرة التي قد تواجه المجتمع من جراء استخدام الأطفال للتكنولوجيا دون مراقبة. ويؤكد الخبراء على ضرورة التوعية والتوجيه لضمان سلامة الأطفال وتجنب التورط في مثل هذه الممارسات الخطيرة. يجب على الأسر والمجتمعات أن تكون أكثر وعياً بالمخاطر المتزايدة التي قد تنجم عن الاستخدام غير المنضبط للمنصات الرقمية.