أثار قرار السماح بلعب مباراتين في الدوري الأوروبي خارج البلاد قلقًا واسعًا في الأوساط الرياضية هذا الشهر. حيث أعربت الأوساط الرياضية بما في ذلك المشجعون والنقاد عن مخاوفها بشأن الآثار السلبية التي قد تنجم عن هذا القرار على كرة القدم الأوروبية.
جاءت تصريحات مسؤولي كرة القدم الأوروبية لتؤكد أنهم اتخذوا هذا القرار "على مضض"، لافتين إلى عدم وجود إطار قانوني يمنع ذلك. وعبّر معظم المشجعين عن اعتقادهم بأن هذا القرار من شأنه تقويض نسيج اللعبة بشكل أكبر.
قال مارتن إندمان، رئيس قسم السياسة في إحدى المنظمات المدافعة عن حقوق المشجعين: "كانت هناك معارضة عالمية شاملة"، مشيرًا إلى أن بيانًا تم توقيعه من قِبل 600 مجموعة مشجعين من 29 دولة قد عُقد ضد هذا القرار.
في خطوة تتعلق بهذا الموضوع، أعلنت رابطة الدوري الإسباني إلغاء المباراة التي كانت مقررة بين ناديي برشلونة وفياريال في الولايات المتحدة. وأعرب خافيير تيباس، رئيس الدوري، عن أسفه لإضاعة الفرصة على كرة القدم الإسبانية للتقدم وتعزيز قوتها عالميًا.
أعرب عدد من اللاعبين والمدربين، بما في ذلك المدير الفني لنادي برشلونة، عن رفضهم لهذه الفكرة. الآن، تبقى مباراة الدوري الإيطالي المحددة بين كومو وإيه سي ميلان في فبراير في بيرث بأستراليا.
يرجع الدافع الأساسي لتنظيم المباريات في الخارج إلى العوامل المالية، حيث لوحظ أن الدورات الأوروبية تعاني من أزمات اقتصادية. وقد صرح نادي كومو بأن الدوري الإيطالي يجب أن يتنافس عالميًا، وأن معظم الأندية في إيطاليا لا تحقق أرباحًا.
على عكس هذه المبادرة، يتمتع الدوري الألماني بهيكل ملكية مختلف، مما يمنح الأعضاء، عادةً المشجعين، مزيدًا من التأثير في إدارة الأندية. يحكم قاعدة 50+1 الملكية، مما يضمن عدم هيمنة الأثرياء على الأندية بشكل كبير.
أعرب المسؤولون في الدوري الألماني عن معارضتهم لهذا الأمر، حيث صرح هانز يواكيم فاتسكه بأنه لا يوجد مجال لإقامة مباريات خارج البلاد. وأكد "أنه لن يكون هناك مباريات تنافسية في الخارج طالما أنا في المنصب".
موقف الجماهير الألمانية يعتبر قويًا ضد هذا الاتجاه حيث أعربت مجموعات عدة عن رفضها للفكرة. واعتبر جوست بيتر، رئيس إحدى المنظمات المدافعة عن المشجعين، أن نقل المباريات إلى الخارج سيكون خطوة ضد روح اللعبة.
أصبح إلغاء المباراة الإسبانية يشكك في استمرار هذه الفكرة بشكل عام. ومع ذلك، أشار إندمان إلى أن كرة القدم تميل نحو الأرباح، مما يُثير القلق حول احتمال اتّباع الأندية الألمانية لهذه المبادرات.
مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع الأصوات المعترضة وتزايد القلق بشأن تأثير نقل المباريات إلى الخارج، يبقى مستقبل هذه المبادرة غامضًا. ومع تحديات المالية والضغوط العالمية، من المحتمل أن تتجه كرة القدم، وخاصة في ألمانيا، نحو طرق جديدة لمواجهة الأزمات، مع السعي للحفاظ على هويتها الثقافية والاجتماعية.