
يعود تاريخ العلاقة المضطربة بين الرياضات الجماعية والمقامرة غير المشروعة إلى أكثر من مئة عام في الولايات المتحدة، حيث شهد ذلك صعود فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي قام بها ثمانية من لاعبي فريق شيكاغو وايت سوكس خلال بطولة العالم عام 1919. في الآونة الأخيرة، يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقًا حول مراهنات على دعائم وتلاعبات في ألعاب البوكر تضم شخصيات من الرابطة الوطنية لكرة السلة. تدل الأحداث على عدم وجود أي رياضة احترافية كبرى محصنة ضد فضائح القمار.
واجه الحكم سول ليفي، الذي عمل في الدوري الأمريكي للمحترفين بين عامي 1948 و1951، سبع تهم جنائية تتعلق بالتلاعب في النتائج خلال موسم 1950-51، من خلال استدعاء الأخطاء بهدف التأثير على مجريات التسجيل. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد حُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات عام 1953، ولكن تم الإفراج عنه بعد فوزه بالاستئناف في عام 1954.
لاقت فضيحة المقامرة في جامعة سيتي كوليدج من نيويورك صدى كبيرا، حيث شملت لاعبين مشاركين في الدوري الأمريكي للمحترفين في ذلك الوقت. تم القبض على عدة لاعبين من سبع كليات بتهم تتعلق بحلاقة النقاط في مباريات كرة السلة الجامعية بين عامي 1947 و1950. من ضمن المتهمين كان هناك لاعبا جامعة كنتاكي السابقين أليكس جروزا ورالف بيرد، اللذان تم حظرهما بعد اعترافهما بتلقّي رشاوى.
اللاعب ديل بارنستابل، زميل جروزا وبيرد، تم اختياره في الجولة السابعة من قبل بوسطن سلتكس في مسودة الدوري الأمريكي للمحترفين ولكنه فضل عدم اللعب. فيما بعد، تم حظره. أيضا، تم القبض على لاعب جامعة برادلي جين ميلشيوري، الذي كان من المفترض أن يكون أول اختيار في مسودة 1951 ولكنه لم يلعب في الدوري الأمريكي بسبب الحظر.
تورط لاعبا فريق نيويورك جاينتس فرانك فيلتشوك وميرل هيبس في مخطط رشوة مزعوم خلال مباراة ضد شيكاغو بيرز. فاز فريق برز بنتيجة 24-14، وتم إيقاف هيبس لعدم الإبلاغ عن عرض الرشوة، بينما مُنع فيلتشوك من اللعب لاحقاً.
تلقى آرت شليختر، لاعب الوسط السابق، عقوبة الإيقاف لمدة عام بسبب انتهاكه لسياسة المقامرة خلال لعبه مع فريق بالتيمور كولتس. تعرض شليختر لمشاكل قانونية أخرى بعد ذلك، حيث تم اعتقاله في عام 2012 بسبب قضايا تتعلق بالمقامرة.
تعرض المتلقي الواسع لفريق أتلانتا فالكونز كالفن ريدلي للإيقاف بسبب المراهنة على مباريات اتحاد كرة القدم الأمريكي خلال موسم 2021. إلا أنه تم إعادة ريدلي إلى الفريق في عام 2023.
تم إيقاف لاعب البيسبول جو جاكسون وسبعة من زملائه مدى الحياة بسبب التلاعب في نتيجة بطولة العالم عام 1919، وهو ما أفضى إلى تحقيق شامل لم يخفق في التأثير على مسيرة معظمهم في مجال الرياضة.
تعرض بيت روز، قائد فريق سينسيناتي ريدز، للإيقاف مدى الحياة بسبب المراهنة على مباريات فريقه. ومع رحيله عن هذه الحياة، أُعيد رفع الحظر عنه، مما جعله مؤهلاً لدخول قاعة المشاهير.
فضائح المقامرة مستمرة في إحداث تأثير كبير على عالم الرياضة، حيث تثير المخاوف حول النزاهة والأخلاق في الألعاب الاحترافية. إن الخلفية التاريخية لهذه الفضائح، بما في ذلك القضايا القديمة والحديثة، تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين المنافسة الرياضية والمقامرة، مما يستدعي الحاجة المستمرة للتشريعات واللوائح للحفاظ على نزاهة اللعبة.