
شهد سباق الفورمولا 1 في سنغافورة حادثة مثيرة عندما كان السائق فيليب ماسا متقدماً من المركز الأول. حيث تعرّض ماسا لواقعة غير متوقعة عندما قام نيلسون بيكيه بالتصادم عمداً عند المنعطف 17 في اللفة 14، مما أدى إلى ظهور سيارة الأمان خلال السباق.
هذا الحادث منح ألبيرتو ألونسو فرصاً ذهبية، كونه توقف في وقت أبكر من منافسيه. وعندما كانت سيارة الأمان في المسار، واجه فريق فيراري مشكلة خلال توقف ماسا، حيث غادر الحفرة مع خرطوم الوقود لا يزال متصلاً بسيارته، مما أسفر عن إصابة أحد أفراد الطاقم بصورة غير مقصودة.
على الرغم من محاولة العودة إلى السباق، فقد أحرز ماسا المركز الـ13، وخارج نقاط المسابقة. بينما رفع لويس هاميلتون، الذي احتل المركز الثالث، الفارق بينه وبين ماسا في سباق البطولة إلى سبع نقاط، مما قد يؤثر على موازين الصراع في البطولة.
في إطار تعليقه على الحادث، وصف بيكيه الاصطدام بالحائط بأنه "خطأ بسيط". ومع ذلك، تفجرت الأخبار عندما كشف لاحقاً، بعد أن غادره فريق رينو في موسم 2009، أن الفريق طلب منه التصادم عمداً. هذه الأفعال أدت إلى تحقيقات موسعة انتهت بمعاقبة مدير فريق رينو وفريقه، مما أوقفهم عن المشاركة في سباقات الفورمولا 1 لسنوات متعددة.
من جانب آخر، تمت تبرئة ألونسو من أي اتهامات، إذ لم يجد الاتحاد الدولي للسيارات دليلًا يثبت علمه بمخطط التصادم. هذا الخطوة كانت ختامًا لإحدى أكثر الحوادث إثارة للجدل في تاريخ الفورمولا 1.
في السنوات التي تلت تلك الواقعة، تولى فلاديو برياتور، المدير السابق لفريق رينو، موقع المستشار التنفيذي لفريق جبال الألب، فيما أصبح بات سيموندز جزءاً من برنامج أندريتي كاديلاك للفورمولا 1، مما يوضح أن تأثير هذه الحادثة قد وصل إلى مختلف نواحي الرياضة.
تظل حادثة سباق سنغافورة واحدة من أبرز المحطات في تاريخ سباقات الفورمولا 1، حيث كشفت الأحداث المثيرة حول ممارسات غير رياضية وكيفية التعامل معها. كما تبرز أهمية الشفافية في رياضة السيارات، وتحذر من تأثير القرارات غير المسؤولة على مسيرة السائقين والفرق. ستبقى هذه الحادثة عالقة في أذهان محبي الرياضة لفترة طويلة، كدرس حول النزاهة والتنافس الشريف.