
قبل سنوات من بدء تدريبه لـ2026 كأس العالم لكرة القدم، كان ماوريسيو بوتشيتينو قد رسخ نفسه كلاعب بارز في عالم كرة القدم. منذ البدايات، عُرف بلقب "الشريف"، حيث أظهر شخصية قوية وقيادة ملحوظة خلال مسيرته كمدافع مركزي.
بوتشيتينو الذي بدأ مسيرته في الأرجنتين مع نيولز أولد بويز، انتقل إلى إسبانيول في عام 1994. على أرض الملعب، كان يفرض أسلوبه المهيب وحضوره القوي، مما أهله لتولي دور قائد الفريق الذي ساعد في الفوز بالألقاب المهمة مثل كأس ديل ري.
بعد سنوات ناجحة في إسبانيول، انتقل بوتشيتينو إلى مناصب إدارية في أندية مرموقة مثل تشيلسي وباريس سان جيرمان. وقد رفع إرثه في عالم كرة القدم من خلال تحقيق نتائج رائعة على الهامش، بالإضافة إلى انتقاله إلى كرة القدم الأمريكية عبر دوره الجديد مع المنتخب الأمريكي.
تأتي شخصية بوتشيتينو في المقدمة خلال حديث زملائه السابقين، حيث أقاموا بذكر العديد من الصفات التي جعلته قائدًا مميزًا. إحداها كانت قدرته على التواصل الفعال داخل الملعب، حيث كان صوته العالي يسهم في تنظيم الفريق وتوجيه اللاعبين طوال المباراة.
يتذكر زملاء بوتشيتينو في إسبانيول كيف كان لديه مهارات قيادية بارزة حتى أثناء التدريبات. كان دائمًا يعبر عن آرائه ويتفاعل مع زملائه، مما جعلهم يشعرون بالأمان والثقة خلال المباريات. تلك السمات مهدت الطريق لنجاحه كمدرب بعد اعتزاله.
بينما كان بوتشيتينو معروفاً بشخصيته القوية في الملعب، كان له جانب إنساني مميز خارج الملعب. وزملاؤه يصفونه بأنه شخص هادئ ومرح، يملك القدرة على توثيق العلاقات مع زملائه عبر المواقف المضحكة والدروس غير الرسمية.
استغل بوتشيتينو فرصة تعليم زملائه بعض الكلمات الإسبانية خلال فترات تناول الطعام وركوب الحافلة. كان يجد دائمًا وسيلة لجعل الجو مرحًا ويضيف لمسة من الفكاهة أثناء تدريب الفريق.
على الرغم من أنه لم يتحدث بشكل علني عن حلمه بأن يصبح مدربًا، إلا أن صفاته القيادية ظهرت بقوة، مما جعل زملاءه يدركون قابلية تحوله إلى التدريب. وقد تحقق هذا الأمر بالفعل بعد اعتزاله، حيث انطلق في رحلته التدريبية بنجاح ملحوظ.
مجرد الحديث عن إنجازات بوتشيتينو كمدرب أثار شعور الفخر بين زملائه القدامى. فقد شهدوا كيف تحول من قائد في الملعب إلى مدرب متميز قاد فرقًا لتحقيق البطولات والصعود إلى النهائيات.
ماوريسيو بوتشيتينو، الذي ساهم في تشكيل مشهد كرة القدم المحلية والدولية، يستعد الآن لتحديات جديدة مع المنتخب الأمريكي. مسيرته، التي بدأت بلقب "الشريف"، أثبتت أنه ليس فقط مدافع قوي، بل أيضًا مدرب ناجح وقائد قدوة. سواءً في الملعب أو خارجه، يظل تأثير بوتشيتينو بارزًا في عالم كرة القدم.