
نزل المئات من المتظاهرين إلى شوارع برمنغهام مساء اليوم، قبل مباراة أستون فيلا المرتقبة ضد مكابي تل أبيب في الدوري الأوروبي. وتأتي هذه المباراة وسط أجواء مشحونة بعد قرار مثير للجدل بمنع الجماهير من حضورها، مما أدى لظهور احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين وأخرى مؤيدة لإسرائيل.
تسعى السلطات لضمان أمن المباراة، حيث تم نشر أكثر من 700 ضابط شرطة، بالإضافة إلى كلاب وخيول وطائرات مسيرة، في إطار عملية تأمين موسعة. وقد أشار المراقب توم جويس إلى أن هذا المستوى من الاستعداد غير مسبوق، حيث يتوقع أن تتجمع عدة مجموعات للاحتجاج في محيط الملعب.
أثار القرار بحظر الجماهير ردود فعل متباينة، حيث عبر العديد من المشجعين عن خيبة أملهم بسبب عدم تمكنهم من حضور المباراة التي تعتبر حدثاً رياضياً بارزاً. أحد المشجعين، ويدعى آدم سيلواي، ارتدى وشاحاً يحمل ألوان الفريقين، معرباً عن أمله في أن تتجاوز المباراة الأبعاد السياسية الحالية.
قبل بداية المباراة، اعتقلت الشرطة ستة أشخاص، بما في ذلك شخص يشتبه في ارتكابه جرائم تتعلق بالنظام العام. كما تم القبض على رجل يبلغ من العمر 21 عامًا لعدم امتثاله لأمر إزالة الكمامة، وصبي يبلغ من العمر 17 عامًا لعدم الامتثال لأوامر التفريق بين المتظاهرين.
شهدت المباراة تجمعات مؤيدة لإسرائيل في مقابل احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، حيث لوح المتظاهرون بالأعلام واللافتات التي تطالب بإنهاء العنف في غزة. واحتج النشطاء المؤيدون لإسرائيل في مسيرة على الطريق الخارجية، حيث رُفعت لافتات تحمل رسائل مناهضة لمعاداة السامية.
قال قائد شرطة برمنغهام، تشو سوبت جويس، إنهم كانوا على استعداد لظهور مخاطر كبيرة داعية للعنف بين الجماهير. وقد تم استخدام صلاحيات قانونية تسمح بإيقاف وتفتيش أي شخص في المنطقة، لضمان سلامة الجمهور.
أغلقت المدارس والمتاجر في منطقة فيلا بارك مبكراً، استعداداً لمواجهة الآثار المحتملة للأحداث المتعلقة بالمباراة. المشجع إليوت لودفيج أعرب عن مخاوفه من احتمال حدوث أعمال عنف، مؤكداً على أهمية حماية المجتمع والابتعاد عن الأجواء العدائية.
خلال تلك الأحداث، نشرت مجموعة من المشجعين دعوات لتعزيز الروابط المسالمة بين الجماهير، معبرةً عن ضرورة التركيز على الجوانب الإيجابية لكرة القدم واحتواء خلافات الماضي. وتمت دعوة الجميع للعودة إلى منازلهم بأمان.
تحظى مباراة أستون فيلا ومكابي تل أبيب باهتمام كبير، نظرًا للأحداث السياسية والاجتماعية المحيطة بها. تواصل السلطات جهودها لضمان أمن المباراة، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتجاجات والمناوشات بين المؤيدين للفريقين. في خضم التوتر، تبقى الرسالة الأساسية للجميع تنص على أهمية الوحدة والتسامح.