
تاريخ 40-29 الذي حققته أيرلندا في شيكاغو قبل تسع سنوات يظل أحد أبرز لحظات الفريق، في حين أن الشغف والتنافس في الدور ربع النهائي لكأس العالم ينذر بجهود جبارة من كلا الطرفين. ويتفق الجميع على أن هذه المباراة تُعد قمة في التنافس بين الفريقين.
ومع ذلك، لم يكن يوم السبت كأي من تلك المباريات السابقة. لم يصل أي من الفريقين إلى أقصى قدرة لهما، ومع تزايد التوقفات بسبب مراجعات التدخل والإصابات، افتقر اللقاء إلى الإثارة التي يمكن أن تعكس جدارة البلد المضيف لكأس العالم بعد ست سنوات.
بالنسبة لنيوزيلندا، لم تكن النتيجة تهمهم كثيراً، حيث يبقى طموحهم في الفوز بالبطولة الخامسة في نصف الكرة الشمالي قائماً بعد تقدمهم الملحوظ في الشوط الثاني، والذي نتج عنه ثلاث محاولات خلال 15 دقيقة.
على الجانب الآخر، تمتلك أيرلندا الكثير لتتعلمه. فعلى الرغم من أن حملتهم في الخريف الماضي بدأت بخسارة أمام فريق بلاكس الأوائل، لم يكن أداؤهم في دبلن على مستوى التوقعات، حيث اعتمدوا على مستوى غير متوازن في تلك المباراة.
رغم ذلك، كان هناك بعض الإيجابيات التي يمكن الذكر بها، مثل استجابة الفريق القوية للبطاقة الحمراء المثيرة للجدل التي حصل عليها تادج بيرن، حيث تمكنوا من التقدم 10-0 بفضل ركلة جزاء من جاك كراولي ومحاولة تادج فورلونج الأولى منذ عام 2021.
وفي سياق الأداء الفردي، تألق ستيوارت مكلوسكي، الذي تم استدعاؤه بشكل مدهش لمركز الوسط، في أول ظهور له ضد فريق بلاكس الأوائل قبل أن يضطر للخروج بسبب الإصابة، بينما قدم رايان بيرد أداءً مميزاً لدعم مركز الصف الخلفي.
بيد أن أيرلندا، رغم تقدمها لمدة 57 دقيقة، لم تكن مسيطرة بشكل كامل. ومع فقدانهم للاعب قوي مثل بيرن، تعرضوا لتفوق واضح في الانهيار وأضاعوا فرص تدخل حاسمة، فيما زادت التشكيلة الصعبة من صعوبة خلق فرص جديدة وزيادة الضغط على المنافس.
في الختام، تواجه أيرلندا تحديات كبيرة مع تقدم البطولة، بينما تواصل نيوزيلندا طريقها نحو تحقيق طموحاتها في كأس العالم. يتعين على الفريق الأيرلندي معالجة نقاط الضعف التي أظهرتها المباراة، إذا ما أرادوا المنافسة بقوة في البطولات المقبلة.